
أفضل 7 أماكن سياحية في إسطنبول لا تفوت زيارتها
تتربع إسطنبول بين قارتي آسيا وأوروبا وتجمع بين التاريخ والحداثة في مشهد واحد، حيث تتميز المدينة بآثار بُنيت في عصور مختلفة من الإمبراطورية البيزنطية إلى العثمانية وتحتفظ حتى اليوم بسحر شوارعها القديمة وأجوائها الخلابة، تزخر إسطنبول بالمساجد والأسواق والقصور والمتاحف وأماكن الترفيه ومع هذا الكم الهائل من الخيارات قد يحتار الزائر بما يبدأ وماذا يترك، يقدم هذا الدليل سبعة أماكن لا يمكن إغفالها عند زيارة إسطنبول ستأخذك من قلب التاريخ العريق إلى روعة الطبيعة والمغامرة.
1. منطقة السلطان أحمد: قلب التاريخ البيزنطي والعثماني
تُعد منطقة السلطان أحمد وجهة لا غنى عنها لبدء أي جولة في إسطنبول، تقع هذه المنطقة في قلب المدينة القديمة وتحتوي على بعض أشهر معالمها التاريخية، في هذه الساحة يقف الجامع الأزرق المعروف باسم مسجد السلطان أحمد بمآذنه الست وتصميمه المزين بالبلاط الأزرق، وعلى بعد خطوات فقط تقع آيا صوفيا التي تعود إلى القرن السادس الميلادي والتي تعتبر تحفة معمارية تجمع بين الكنيسة والجامع وتضم أيقونات فسيفسائية وقباباً ضخمة، وعبر نفس الساحة تستطيع التوجه إلى قصر توبكابي مقر السلاطين العثمانيين لأكثر من أربعة قرون، ما يميز هذه المنطقة هو سهولة التجول فيها سيراً على الأقدام أو باستخدام الترام الذي يمر عبر المنطقة، كما تحتوي ساحة السلطان أحمد على العديد من المطاعم والمقاهي التي تقدم أطباقاً عثمانية وتركية شهية مما يجعل التجربة التاريخية متكاملة.
2. البازار الكبير وسوق التوابل: رحلة بين الأسواق العثمانية
بعد زيارة المعالم التاريخية ينصح بالتوجه إلى البازار الكبير في حي الفاتح وهو أحد أقدم وأكبر الأسواق المغطاة في العالم، حيث يضم البازار أكثر من أربعة آلاف متجر ويمتد على مساحة تزيد على 30,700 متر مربع ويستقبل يومياً بين 250 ألفاً و400 ألف زائر، يمكنك التجول داخل الأزقة المسقوفة لترى التذكارات والمجوهرات والمنتجات اليدوية والأقمشة والسجاد في أجواء مفعمة بالألوان، وبالفرب منه وعلى مسافة 650 مترا يوجد سوق التوابل (البازار المصري) حيث تُعرض أنواع لا تحصى من التوابل والبهارات والمكسرات والحلويات ويضفي عطرها نكهة خاصة للتسوق في إسطنبول، يمثل السوقان فرصة للتعرف على التراث العثماني وشراء هدايا تذكارية فريدة.
3. تقسيم وشارع الاستقلال وكاديكوي: نبض الحياة الليلية والتسوق
يُعد ميدان تقسيم وشارع الاستقلال مركز الحياة الحديثة في إسطنبول، يقع الميدان في منطقة بيوغلو ويعد نقطة التقاء رئيسية لوسائل النقل ومنطقة مهمة للحفلات والفعاليات، يتفرع منه شارع الاستقلال والذي يعد أحد أكثر الشوارع حيوية في المدينة حيث تزدان الأرصفة بمحلات الأزياء العالمية والمقاهي والمطاعم، ويمر به الترام الأحمر التاريخي الذي يضيف له سحراً خاصاً، هذه المنطقة معروفة بالحياة الليلية النابضة وتستطيع الوصول إليها بسهولة بواسطة المترو أو الحافلات.
بعد التعرف على وجه إسطنبول الأوروبي يمكن للزائر الانتقال بالعبارة إلى الجانب الآسيوي عبر ميناء أمينونو في حي كاديكوي حيث ستجد أسواقاً تقليدية مزدحمة تقدم الفواكه والخضروات الطازجة والأجبان والأسماك إضافة إلى المطاعم والمقاهي المنتشرة في الشوارع، شارع بهاريا في كاديكوي يعد وجهة شهيرة للتسوق ويتميز بأجوائه الحيوية، كما أن زيارة الجانب الآسيوي توفر استراحة هادئة بعيداً عن صخب المركز، ففي ساحل أسكدار على الجانب الآسيوي يمكن الاستمتاع بإطلالات على البوسفور ثم مواصلة الجولة حتى برج الفتاة، دمج تقسيم وكاديكوي في برنامج واحد يتيح لك التمتع بنمطين مختلفين من الحياة في يوم واحد؛ صخب وحداثة في الجانب الأوروبي وهدوء وأسواق محلية على الجانب الآسيوي.
4. منطقة السلطان أيوب: جذور روحية وإطلالة على القرن الذهبي
تقع منطقة السلطان أيوب في الجانب الأوروبي على خليج القرن الذهبي، تُعد هذه المنطقة ذات أهمية دينية وثقافية كبيرة لأنها تضم ضريح الصحابي الجليل أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه والذي يعد واحد من أهم المعالم الدينية في تركيا، كمت تتمتع المنطقة بإطلالات خلابة على الخليج وموقع استراتيجي قريب من المعالم الأخرى، وكذلك يوجد بالمنطقة مسجد أيوب سلطان والذي بني بعد فتح إسطنبول بخمس سنوات وهو من أهم المساجد التاريخية في تركيا، كما توفر المنطقة بنية تحتية متطورة تشمل الحافلات والتلفريك مما يسهل الوصول إليها من مختلف أنحاء اسطنبول، وتشتهر أيوب بأجوائها الثقافية الغنية وبوجود العديد من المطاعم والمقاهي المطلة على خليج القرن الذهبي والتي تقدم أطعمة تركية تقليدية وتمنح الزائر إحساساً بالمزيج بين الأصالة والحداثة.
5. رحلات البوسفور البحرية: شريان إسطنبول بين آسيا وأوروبا
لا يمكن أن تكتمل زيارة إسطنبول دون القيام برحلة بحرية في مضيق البوسفور، وهو شريان الحياة للمدينة حيث يربط هذا المضيق بين البحر الأسود وبحر مرمرة ويقسم المدينة إلى قسمين مما يجعلها المدينة الوحيدة في العالم الواقعة على قارتين، كما يعد المضيق أضيق ممر مائي طبيعي للملاحة الدولية ويمثل الحد الفاصل بين قارتي آسيا وأوروبا، خلال الرحلة البحرية التي غالباً ما تبدأ من ميناء كاباتاش قرب تقسيم سيشاهد الزائر القصور الفخمة والجسور الرائعة التي تربط الضفتين مثل جسر البوسفور (شهداء 15 تموز) وجسر السلطان محمد الفاتح وجسر السلطان سليم الأول، وعلى ضفاف المضيق توجد مطاعم ومقاهٍ عديدة تتيح لك تناول وجبة بحرية أو شرب القهوة أثناء التمتع بالمناظر الخلابة، رحلة البسفور تمنح فرصة لرؤية معالم مثل قلعة روملي حصار وقصر توبكابي وقصر دولما بهجة وبرج الفتاة، سحر البوسفور يكمن في المزج بين الطبيعة الساحرة والتاريخ العريق الذي يمكن مشاهدته على ضفتيه.
قد يهمك أيضًا: أفضل 10 مطاعم ومقاهي تابعة لبلدية إسطنبول بإطلالات ساحرة
6. جزر الأميرات: ملاذ هادئ بعيدًا عن صخب المدينة
إذا رغبت في الهروب من صخب المدينة فاذهب في رحلة يومية إلى جزر الأميرات، وهي مجموعة من تسع جزر تقع في بحر مرمرة يمكن الوصول إليها بالعبّارة من ميناء كاباتاش أو ميناء أمينونو، تتميز هذه الجزر بطبيعتها الهادئة وغياب السيارات فيها حيث يستخدم السكان والزوار الدراجات والعربات التي تجرها الخيول للتنقل بين شوارعها، يقطن نحو سبعة آلاف شخص في جزر الأميرات لكنها تزدحم بالزوار خلال النهار، تاريخ الجزر يعود إلى العهد البيزنطي إذ كانت تستخدم مكاناً للنفي، وتتكون من تسع جزر رئيسة تختلف في المساحة من بينها بيوك أدا وهيبيلي أدا وبورغاز أدا، الرحلات السياحية إلى هذه الجزر تبدأ عادة في الصباح وتستمر حتى المساء، وتشمل المرور بمضيق البوسفور والاستمتاع بأجواء البحر، توفر الجزر شواطئ هادئة ومطاعم صغيرة تطل على البحر كما تمنحك فرصة لاستئجار دراجة هوائية والقيام بجولة حول الجزيرة وسط طبيعة جميلة وهواء نقي.
7. رحلات سفاري وغابة بلغراد: مغامرات في أحضان الطبيعة
إلى جانب التاريخ والمعالم الحضرية تقدم إسطنبول للزوار فرصة الاستمتاع بالطبيعة من خلال رحلات السفاري في غابة بلغراد، تقع هذه الغابات شمال غرب المدينة وتغطي مساحة واسعة من الأراضي الخضراء، وتُعد غابة بلغراد إحدى أبرز الوجهات لرحلات السفاري الممتعة في إسطنبول، حيث يستطيع الزوار الانطلاق في جولات لاستكشاف الغابات الكثيفة ورؤية الحياة البرية المتنوعة والاستمتاع بالمناظر الطبيعية، توفر الغابة مسارات للمشي وركوب الدراجات مما يجعلها وجهة مثالية لمحبي الرياضة والمغامرة، ينصح بالتخطيط المسبق للرحلات وحجز الجولات من شركات موثوقة والتأكد من توفير المعدات المناسبة مثل الملابس والأحذية المريحة، توفر هذه الأنشطة نوعاً مختلفاً من التجربة في إسطنبول، إذ تمنح الزائر فرصة للابتعاد عن الزحام والعودة إلى أحضان الطبيعة.
خاتمة
تجمع إسطنبول بين عبق التاريخ وأساليب الحياة العصرية، وبين الضفة الأوروبية الصاخبة والضفة الآسيوية الهادئة، وبين الأسواق العتيقة والطبيعة الخلابة، زيارة منطقة السلطان أحمد والبازار الكبير تضع الزائر في قلب التاريخ العثماني، في حين يتيح ميدان تقسيم وكاديكوي اختبار نبض المدينة في الليل والنهار، تكتمل الرحلة برحلة بحرية في مضيق البوسفور وجولة في جزر الأميرات أو غابة بلغراد لتغمر نفسك في جمال الطبيعة، هذه الأماكن السبعة تمنحك صورة شاملة عن مدينة فريدة ستظل ذكرياتها في قلبك طويلاً.
اقرأ أيضًا: