
عودة رحلات طيران الإمارات إلى دمشق بعد 13 عامًا: نافذة سياحية جديدة
بعد توقف دام 13 عاماً، أعلنت شركات الطيران الإماراتية عودة تشغيل رحلاتها المباشرة بين دبي ودمشق ابتداءً من 16 يوليو 2025، بمعدل ثلاث رحلات أسبوعيًا قبل أن تزيد إلى أربع رحلات اعتبارًا من أغسطس وتصبح يومية بحلول أكتوبر، يأتي هذا القرار في إطار تحسّن العلاقات بين الإمارات وسوريا بعد سقوط النظام السابق، ومرحلة إعادة انفتاح الأجواء السورية على العالم، وهو ما يفتح آفاقًا جديدة للسياحة والاقتصاد السوري.
وكان تعليق وإيقاف رحلات الطيران الإماراتية إلى دمشق قد تم منذ عام 2012 جراء التوترات الأمنية والظروف السياسية التي أعقبت اندلاع الثورة الشعبية في سوريا، حيث اتخذت شركات الطيران الدولية تحت ضغط اعتبارات السلامة والقيود الحكومية قرارات بتعليق تشغيل الرحلات إلى مطار دمشق الدولي، ومع استقرار الأوضاع جزئيًا وتحسّن الإجراءات الأمنية، بدأت خطوات لإعادة النظر في إعادة تشغيل الأجواء.
جدول رحلات الإمارات إلى دمشق ومتطلبات السفر
قررت طيران الإمارات أن تكون أولى رحلاتها لدمشق EK 913 التي تقلع من دبي الساعة 12:00 ظهرًا وتصل دمشق 14:10، على أن تعاود الرحلة EK 914 العودة في الساعة 16:30 لتصل دبي الساعة 20:30 بالتوقيت المحلي، وسيتم تشغي ثلاث رحلات أسبوعيًا (الأحد، الإثنين، الأربعاء)، ثم يزيد عدد الرحلات إلى أربع رحلات أسبوعيًا اعتبارًا من 2 أغسطس بإضافة رحلة يوم السبت، ومن ثم الوصول إلى رحلات يومية بحلول 26 أكتوبر 2025.
ويشترط على المسافرين الحصول على تأشيرة دخول صالحة، كما يمكن للسياح العرب التقديم عبر القنصلية السورية أو الحصول على الفيزا عند الوصول في مطار دمشق الدولي للحاملين لجوازات بعض الدول وفق القوانين السورية المعمول بها.
الأثر السياحي والاقتصادي
تأتي هذه الخطوة لتدعم قطاع السياحة السوري الذي يعول على إعادة إحياء الفُرَص السياحية، ومن أبرزها:
- السياحة الدينية والتاريخية: زيارة المواقع الإسلامية والتاريخية في سوريا.
- السياحة الطبيعية: رحلات إلى جبال الساحل السوري في اللاذقية وطرطوس، وينابيع معدنية في ريف دمشق.
- السياحة الثقافية: مهرجانات دمشق الثقافية، والفعاليات في دار الأوبرا القديمة، وأسواق الحميدية العريقة.
وفي الجانب الاقتصادي يساهم ربط دمشق بدبي عبر طيران الإمارات في:
- زيادة الاستثمار الإماراتي في سوريا خاصة قطاع العقارات.
- سهولة تنقل الجالية السورية المقيمة في الإمارات وتسهيل زيارات رجال الأعمال.
التحضيرات على أرض لصيانة وتأهيل مطار دمشق الدولي
قبل استئناف رحلات الإمارات إلى دمشق، خضع مطار دمشق الدولي لعمليات صيانة وتحديث بمساعدة تركية تضمنت:
- إعادة تأهيل مدارج الإقلاع والهبوط والممرات الداخلية.
- تركيب أجهزة ملاحة حديثة وأنظمة أمان إلكترونية.
- توسيع صالة المسافرين لتستوعب العدد المتوقع من الرحلات الدولية.
كما تم تدريب الكوادر الأمنية والإدارية في المطار على إجراءات السلامة الجوية والجمارك، وتنظيم تدفق الركاب بما يتوافق مع المعايير الدولية.
شركات طيران أخرى
تزامنًا مع إعلان طيران الإمارات، أعادت فلاي دبي بدء رحلاتها إلى دمشق بداية من يوليو 2025 بثلاث رحلات أسبوعيًا، فيما تعتزم فلاي ناس السعودية وشركات دولية أخرى استئناف رحلاتها لاحقًا من الرياض ودول أخرى، كذلك أعلنت طيران العربية عن رحلات (شرم الشيخ–دمشق) اعتبارًا من 10 يوليو 2025 لربط سوريا بالخليج والمنطقة.
آمال وتحديات
يرى خبراء السياحة أن عودة الطيران الإماراتي يعد مؤشرًا إيجابيًا لإعادة فتح سوريا أمام العالم، حيث يساهم في انتعاش قطاع السفر والفندقة السياحية وكذا خلق فرص عمل جديدة للسوريين في المطارات والفنادق.
ولكن مع بدء تشغيل الرحلات إلى مطار دمشق الدول، فإن الدولة السورية الجديدة تواجه العديد من التحديات من أبرزها تأمين البنية التحتية وضبط وتطوير إجراءات التأشيرات والجوازات والجمارك، كما أن المخاوف من إعادة فرض بعض العقوبات الدولية على النظام السوري يؤرق الدولة الجديدة ويضعها أمام الكثير من التحديات.
نصائح للمسافر إلى دمشق عبر الإمارات
- الحجز المبكر: نظراً للطلب المتوقع، يُفضل حجز التذاكر قبل مدة كافية للحصول على أفضل الأسعار.
- التأشيرة: التأكد من متطلبات التأشيرة لغير السوريين من العرب والجنسيات الأخرى.
- التنقل الداخلي: الاستفادة من خدمات التاكسي وبرامج مشاركة الركاب بين دمشق واللاذقية وحلب.
الخاتمة
يُعد استئناف رحلات شركات الطيران الإماراتية إلى دمشق بعد 13 عامًا نقطة تحول مفصلية في إعادة دمج سوريا في خرائط السفر العالمية، يحمل هذا القرار في طياته بشائر نهضة سياحية واقتصادية قد تدفع بقطاع السياحة السوري إلى مرحلة جديدة من التعافي، ومع تجهيزات المطار وتعاون شركات الطيران الخليجية والسورية، يُفتح الأفق أمام السياح لاستكشاف روائع دمشق القديمة والتاريخية، والاستمتاع بضيافة السوريين التي طالما عُرفت بالدفء والكرم.
اقرأ أيضًا: