جامع العرب في اسطنبول
يشكل جامع العرب في اسطنبول تحفة معمارية عريقة، ورمزًا تاريخيًا بارزًا يروي حكايات الحضارة العربية والإسلامية في هذه المدينة العريقة، يتميّز الجامع بتصميمه الفريد الذي يمزج بين الطرازين البيزنطي والأندلسي، ليُصبح تحفة فنية تُبهر الناظرين بجمالها وروعتها، كما يُعدّ الجامع وجهةً سياحيةً هامّةً لزوّار إسطنبول من جميع أنحاء العالم، حيث يُتيح لهم فرصةً فريدةً للتعرّف على تاريخ المدينة وحضارتها العريقة.
تاريخ جامع العرب
بُني "جامع العرب" عام 717 ميلادي على يد جيش إسلامي قدم إلى إسطنبول، التي كانت تُعرف آنذاك بالقسطنطينية، بهدف فتحها وتحريرها من البيزنطيين، ليكون واحدا من أوائل المساجد التي تم بناؤها في هذه المدينة التي تعتبر زاخرة بالحضارات القديمة، والآثار التاريخية متعددة الأصول والحقب الزمنية.
بناء جامع العرب
كان الجيش بقيادة مسلمة بن عبدالملك وعدد من القادة العرب وبعض أبناء الصحابة، وقد حاصروا البيزنطيين في عام 95 هـ لمدة تقارب السنة، من البر والبحر. على الرغم من عدم تمكنهم من فتح القسطنطينية، فقد سيطروا على منطقة غالاطة. نتيجة لذلك، تم التوصل إلى اتفاق بين الجيش الإسلامي والإمبراطور البيزنطي ليون، يقضي ببناء جامع في المنطقة التي يسيطر عليها الجيش الإسلامي ليستخدمه المسلمون لأداء عباداتهم. واستمر المسلمون في أداء عباداتهم في جامع العرب لمدة سبع سنوات تقريباً، حتى عاد الجيش الإسلامي إلى بلاد الشام.
تحويله لكنيسة
استمر الجيش الإسلامي باستخدام جامع العرب في أداء العبادات لمدة سبع سنوات قبل أن يغادر الجيش، ليتحول الجامع فيما بعد إلى كنيسة ويُسمى "سالن بالو"
إعادته إلى جامع مرة أخرى
استطاع السلطان محمد الفاتح أن يعيد جامع العرب إلى أصله كمسجد في عام 1453 ميلادي بعد أن تم تحويله إلى كنيسة تتبع إلى الدومينيك، كما تم ترميم المسجد وإجراء بعض التعديلات عليه، أهمها بناء المنبر.
سبب تسمية جامع العرب بهذا الاسم
يعود سبب تسمية جامع العرب في إسطنبول بهذا الاسم، إلى استقرار العرب في محيط المسجد في فترة قديمة، وهم عرب بني الأحمر الذين جاءوا إلى إسطنبول من الأندلس بعد انهيار دولة بني نصر. مع مرور الزمن، فاكتسب المكان اسمهم. ربما كان هذا هو السبب وراء الأسطورة التي تروي أن العرب المسلمين أنشأوا هذا المسجد قبل فتح إسطنبول.
عمارة وتصميم جامع العرب
تم تصميم هيكل جامع العرب على الطراز الأندلسي القوطي، حيث يتخذ شكلًا مستطيلاً يستند على 22 عمودًا خشبيًا. يتضمن الجامع منارة واحدة، ويتكون من ثلاثة طوابق. يتميز منبره بأنه مصنوع من الرخام، وتكون جدرانه من مواد متنوعة مثل القرميد والحجر، مع تزيينات إسلامية فريدة ولمسات كنسية داخلية تتمثل في النوافذ الملونة، كما يتميز المسجد بشكل مئذنته التي تشبه مئذنة الجامع الأموي في دمشق، والذي تم بناؤه في نفس الفترة تقريبًا من بناء هذا الجامع.
اين يقع جامع العرب وكيفية الوصول اليه؟
يقع جامع العرب بالقرب من برج غلاطة الشهير، حيث يمكن الوصول إليه بكل سهولة، سواء من خلال مترو الحج العثمان والنزول في محطة خليج والمشي لمدة عشر دقائق ، أو من خلال ركوب ترام واي كاباتاش والنزول في كراكوي والمشي عشر دقائق.