logo
hero

جامع آيا صوفيا

"جامع آيا صوفيا" يعد واحدًا من أهم المعالم التاريخية في مدينة إسطنبول التركية، حيث يمزج بين العناصر المعمارية البيزنطية والعثمانية والزخارف المسيحية والإسلامية. يعتبر أول كنيسة تم بناؤها بقباب في تاريخ المسيحية. في عام 1453، تحولت الكنيسة إلى مسجد بعد فتح القسطنطينية، وظلت كذلك حتى تحولت إلى متحف بعد تأسيس النظام الجمهوري في تركيا، وظلت متحفًا لمدة 85 عامًا حتى عادت إلى دورها كمسجد مرة أخرى في عام 2020.

أصل تسمية مسجد آيا صوفيا

يُعتقد أن مسجد آيا صوفيا سُمي بهذا الاسم نسبةً إلى معناه في اللغة اليونانية القديمة، حيث يُفسر اسمها بأنه يعني "الحكمة المقدسة". تم بناء هذا المسجد عند مدخل مضيق البوسفور في الجزء الأوروبي من مدينة إسطنبول في تركيا.

فتح مدينة إسطنبول وتحويل "آيا صوفيا" إلى مسجد يُعتبران الحدثين الأهم والأبرز في التاريخ الإسلامي التركي، حيث أضافا بصمة بارزة في المسار التاريخي لهذه البلاد.

تاريخ المسجد

بعد فترة حصار طويلة للقسطنطينية، دخل السلطان محمد الفاتح المدينة في 29 مايو/أيار 1453، حاملاً راية الفتح، وتوجه مباشرة إلى مسجد آيا صوفيا حيث غرس رايته كرمز للانتصار، ثم أطلق سهما باتجاه قبتها، ما جعل فتح المدينة مسجلاً بشكل رمزي. بعد ذلك، توجه إلى إحدى زوايا المعبد حيث أدى سجدة الشكر ثم صلاة ركعتين، مما أدى إلى تحول المكان من معبد إلى مسجد بشكل نهائي.

من بنى مسجد آيا صوفيا

تم بناء مسجد آيا صوفيا في القرن السادس الميلادي بأيدي أمهر المهندسين البيزنطيين، وهو يعتبر مثالاً بارزاً للعمارة البيزنطية والبراعة الهندسية في ذلك العصر. يتميز آيا صوفيا بقبة ضخمة وفسيفساء معقدة ومساحات داخلية واسعة، مما يشهد على العبقرية المعمارية التي كانت موجودة في ذلك الزمان. يعكس هذا المسجد مزيجاً مذهلاً من عناصر التصميم البيزنطي والعثماني، مما يعكس التأثيرات الثقافية المتنوعة التي شكلت تاريخ اسطنبول.

 كنيسة آيا صوفيا

تم بناء كنيسة آيا صوفيا في عهد الإمبراطورية الرومانية الشرقية (395 - 1453)، في العاصمة بيزنطة (إسطنبول)، وقد تم تدميرها لاحقًا على يد الإمبراطور الروماني سيبتيموس سيفيروس.

متحف آيا صوفيا

في عام 1934، أقدم أول رئيس لتركيا الحديثة آنذاك، مصطفى كمال أتاتورك، على تحويل آيا صوفيا إلى متحف فني، بهدف عرض جمالية امتزاج الزخارف الإسلامية والمسيحية فيها. كانت آيا صوفيا مقصدًا يزوره ملايين السياح سنويًا، حيث تحول من مركز إسلامي برمزية كبيرة مرتبط بـ"فتح القسطنطينية" إلى متحف يجسد هذا الامتزاج الفني بين الثقافتين.

مسجد آيا صوفيا

تعتبر تحويل كنيسة آيا صوفيا إلى مسجد بعد فتح القسطنطينية (إسطنبول حاليًا) من قِبل السلطان محمد الفاتح حدثًا تاريخيًا بارزًا في التاريخ الإسلامي التركي. في 29 مايو/أيار 1453، بعد حصار طويل، دخل السلطان محمد الفاتح المدينة فاتحًا وتوجه مباشرة إلى آيا صوفيا حيث غرس رايته كرمز للفتح ورمى سهمًا نحو القبة، وهكذا سجَّل فتحه. ثم انتقل إلى أحد زوايا المعبد وأدى سجدة شكر ثم صلى ركعتين، مما أدى إلى تحول المكان من كنيسة إلى مسجد.

تمت إضافة 4 مآذن أسطوانية الشكل على الطراز العثماني إلى آيا صوفيا، ووضُعت لوحات ضخمة تزين بأسماء الله الحسنى واسم النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- وأسماء الخلفاء الراشدين المسلمين بالأحرف العربية. بعد فتح إسطنبول، حصل محمد الفاتح أيضًا على لقب الإمبراطور الروماني، وأصبح مالكًا للعقارات المسجلة باسم الأسرة البيزنطية، ووفقًا لذلك، تم تسجيل آيا صوفيا باسم محمد الفاتح والوقف الذي أسسه.

خلال فترة الجمهورية، تم إصدار نسخة رسمية من سند الملكية باستخدام الأحرف الجديدة، التي تستخدم في اللغة التركية الحالية، لتوثيق وضعية آيا صوفيا بشكل رسمي وقانوني.

رمزية المسجد عند السلاطين العثمانيين

كان جامع آيا صوفيا، الذي كان يُعد الجامع الأعلى مقامًا في إسطنبول، يتمتع بأكبر وقف من عائدات جمارك المدينة، وكان يعتبر السوق الرئيسي ومحل بناء البيوت خارج أسوار المدينة. كانت هناك قوانين تمنع أي بناء من الاقتراب من آيا صوفيا بمسافة أقل من 35 ذراعًا في جميع الاتجاهات.

كل سلطان عثماني سعى للحفاظ على هذا المبنى التاريخي وتطويره، من خلال الإضافات والتعديلات التي أدخلها عليه. بفضل هذه الإضافات، تحول آيا صوفيا مع مرور الزمن إلى مسجد المدينة الكبير وأحد العناصر المهمة في المجمعات المعمارية المتعددة الأغراض عبر العصور.

قام السلطان بايزيد الثاني ببناء المئذنة الحجرية المنفردة على الجانب الأيسر من المبنى، وأضاف طابقًا ثانيًا إلى المدرسة التي أسسها والده السلطان "الفاتح".

أما في عهد السلطان سليم الثاني، فقد أضاف معمار سنان، أحد كبار المعماريين في الدولة العثمانية، المئذنتين الأخيرتين، ودمجهما ضمن دعائم القبة الرئيسية التي قام بإقامتها، مع هدم المئذنة الخشبية القديمة. كما أضاف فناءً خارجيًا، ونفذ المحراب والمنبر والدكة والشرفة المغطاة بالقفص الذهبي، المعروفة باسم "هنكار محفلي"، التي كان يصلي فيها السلطان يوم الجمعة، وتمتلك مدخلًا من الخلف للوصول إليها من خلال الجامع.

أين يقع مسجد آيا صوفيا

مسجد آيا صوفيا، الواقع في قلب مدينة إسطنبول بتركيا، يعد واحدًا من أبرز التحف المعمارية على مستوى العالم، فهو ليس فقط مكانًا للعبادة بل هو شاهد تاريخي حي على الثراء الحضاري لهذه المدينة الفاتنة. تتناول هذه السطور بعمق وجاذبية قصة آيا صوفيا الرائعة، مستكشفة أسرارها المعمارية الساحرة وأهميتها التاريخية الباقية، إلى جانب تراثها الثقافي الذي لا يزال يستمد إلهامه ويجذب الزوار من جميع أنحاء الكرة الأرضية.

التصميم المعماري لمسجد آيا صوفيا

يُعدّ مسجد آيا صوفيا في إسطنبول تحفة معمارية فريدة تُجسد عبقرية الإبداع البشري عبر التاريخ. بُني المسجد من الحجر مع تطعيمات من الطوب والبلاط، وزُيّنت جدرانه بألواح الرخام بألوانها المتنوعة، بينما زُيّنت سقوفه بفسيفساء خلابة.

يبلغ طول المبنى الرئيسي 269 قدمًا وعرضه 243 قدمًا، وتُوّج بِقُبّة ضخمة يبلغ محيطها 31 مترًا وترتفع عن الأرض 56 مترًا. تُحيط بالقُبّة أربعون نافذة وسبع قباب صغيرة، بينما تُغطّى من الداخل بطبقة من الرصاص لحمايتها من العوامل الجوية.

مع مرور الزمن، ظهرت بعض نقاط الضعف في بنية المسجد، خاصةً مع موقعه على شبه جزيرة تواجه الشرق. فقد شكل وضع القبة على الجدران مباشرة ضغطًا كبيرًا على بقية المبنى.

للتغلب على هذه المشكلة، قام المهندس العثماني الشهير سنان آغا ببناء ست دعامات حجرية للقبة من الخارج، إضافة إلى مآذن صلبة في الجناح الغربي لتخفيف الضغط وتقوية المبنى. ويُعتقد أن ترميمات سنان في القرن السادس عشر هي التي ساعدت على صمود القبة حتى الآن.

يُزين المسجد محراب مستطيل الشكل بزخارف تشبه التاج بلون عاجي وأخضر يتوافق مع جدرانه الخلفية، بينما تستند إلى جانبيه أعمدة رخامية. ويُزين المنبر سنجق السلطان محمد الفاتح، رمزًا لفتح إسطنبول.

تتميز أبواب المسجد بكونها من النحاس الأصفر المنقوش، بينما يُوجد في داخله 170 عمودًا من الحجر السماقي والرخام. ويقع الباب الكبير في جهة الغرب، ولا يؤدي مباشرة إلى صحن المسجد الداخلي، بل من خلال ساحة مستطيلة تؤدي إلى سلم حلزوني يرتفع بطريقة تدريجية. وقد اتبع العثمانيون هذا النمط من البناء في معظم الجوامع التي أنشئت بعد فتح إسطنبول.

إقرأ ايضا:

اشهر 13 من مساجد اسطنبول

جامع الفاتح

جامع السلطان احمد